الامن والامااااااااااان

الأمن والأمان

هذه عناوين بعض الحوادث الجنائية التي نشرت في جريدة مصرية واحدة، خلال يوم واحد:
- رجل الأعمال فريد خميس يدلي بشهادته في قضية رشوة.
- رجل الأعمال وعضو مجلس الشوري هشام طلعت مصطفي في سجن طرة بتهمة التحريض علي قتل المطربة سوزان تميم.
- اعتداء ٤ ضباط من مركز شرطة إدفو بالضرب المبرح علي محام من أسوان وتكسير عظامه.
ـ طبيب أمراض نساء بالمطرية يتسبب في موت سيدة، وإخفاء وليدها حياً داخل درج مكتبه.
هذه عينة بسيطة من حوادث جنائية عديدة أصبحت تجري علي أرضنا المحروسة في السنوات الاخيرة (!!!).
هل أصبحنا نعيش في مجتمع من البلطجة والبلطجية الكبار والصغار ؟
ما كل هذا العنف المجتمعي، وأين هيبة القانون، وكيف ذهب أدراج الريح الخوف من الله ؟؟
أين ذهبت أجمل صفات المصريين الذين اشتهروا علي مدي التاريخ، في العالم كله، بالطيبة والمحبة والتسامح والكرم والصبر، كيف فقدت مصر أروع صفاتها كبلد الأمن والأمان ؟!
كيف يشعر المواطن والزائر لمصر بالأمان، وقد أصبحت حوادث السرقات، والخطف، والتحرش الجنسي، وحوادث الاغتصاب تتم في وضح النهار ؟
هل أصبحنا نعيش في مجتمع من المافيا والعصابات المتسترة وراء ألقاب لامعة براقة كرجل الأعمال الاشهر، ورجل الدين الاكبر، والسياسي صاحب التاريخ الوطني الأعظم.. إلخ.. إلخ؟!
هل بات علي كل مواطن - ومواطنة - يشعر بالخطر، أن يستأجر لنفسه ولأسرته «بلطجيا» يعمل علي حمايته من الخطف والقتل والسرقات؟!
لن يعود للشارع المصري أمنه وأمانه الا بعد أن يتم تطبيق القانون بيد من حديد، دون تهاون أو تقاعس، بالعدل، دون تمييز بين مسنود الظهر والعاري الضعيف.
لن يعود لمصر الأمن والأمان إلا بعد أن يشاهد الشعب عروضاً حية علي شاشات التليفزيون المصري، لمحاكمات هشام طلعت مصطفي، وضباط الشرطة الذين أساءوا لشرف مهنتهم، والطبيب القاتل، والمتسبب في حريق مجلس الشوري بإهماله، وتدمير عشرات المنازل والعشش العشوائية في منشية ناصر، وموت وإصابة المئات تحت الكتل الصخرية، حتي لو كان المتسبب في الاهمال رئيس مجلس الوزراء نفسه.
لو أردنا أن تستقيم الأمور في بلدنا، وأن تعود فئران العصابات الي جحورها، والمقصرون في أداء واجبهم إلي وعيهم، لو أردنا لمصر أن تعود إلي ما كانت عليه من أمن وأمان، فلا طريق أمامنا غير تطبيق القانون علي الجميع علي الفور، بقوة وحزم وفي العلن، ليتعظ من لا واعظ له.
aaboulnour@hotmail.com