غزة بلا خبز.. إبادة شعب! |
</A></A> |
|
غزة في القرن الـ21 بسبب الحصار |
|
- طوابير الخبز تمتد لمئات الأمتار بحثًا عن لقمة عيش! - الظاظا: الغزيُّون لديهم بدائل عديدة لتستمر بهم الحياة - الأشعل: مصر تتحمل مسئولية ما يحدث واستئذان الكيان فضيحة غزة- كارم الغرابلي: أصبح مشهد الطوابير أمام مخابز قطاع غزة التي تعمل في الوقت الضائع صورةً لافتةً للأنظار للحصول على ربطة الخبز؛ الذي أصبح ضمن قائمة ممنوعات الحصار الجائر المفروض على غزة؛ حيث أكد أصحاب مطاحن ومخابز قطاع غزة توقف جميع المخابز خلال الساعات المقبلة إذا لم يتم فتح المعابر، محذِّرين من حدوث كارثة إنسانية بسبب نفاد القمح. ويصطفُّ عشرات المواطنين بشكل يومي في طوابير طويلة قبل الإعلان عن إغلاقها كليًّا أمام الجمهور؛ أملاً في الحصول على ربطة خبز واحدة؛ تضمن مواصلة عجلة الحياة اليومية قبل البحث عن بديل آخر. وتمنع قوات الاحتلال الصهيوني منذ إعلان الفصائل الفلسطينية انتهاءَ التهدئة دخولَ أيٍّ من البضائع والمواد التموينية لغزة؛ حيث تغلق المعابر بشكل كلي. وتوقَّع أبو أحمد جولةً جديدةً من المعاناة بسبب نفاد الدقيق، مضيفًا لـ(إخوان أون لاين): غدًا سينقطع الدقيق تمامًا وتغلق المخابز أبوابها أمام المواطنين، ولن نأكل الخبز أو "الكيك" أو "الفينو" طبعًا. واقترح المواطن أبو أحمد حجر بشكل ساخر استيراد الخبز عبر الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه لم يعد يستوعب ما يحدث.
<table style="WIDTH: 223px; HEIGHT: 179px" borderColor=#e5f1ff width=223 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><tr><td width="100%"> </TD></TR> <tr><td width="100%">زحام داخل المخابز</TD></TR> |
</TABLE>وأوضح أبو أحمد الذي يعول أسرةً مكونةً من 6 أفراد أنه اصطفَّ مع بداية الشهر الجاري أمام الصراف الآلي والبنوك 3 أيام متواصلةً؛ حتى تمكَّن من سحب مرتبه على دفعات، بعد نفاد الشيكل من البنوك، مؤكدًا أن راتبه الذي لا يتجاوز 3000 شيكل بات لا يكفي قوت يومه في ظل الغلاء.
وأشار إلى أنه يتردد يوميًّا على البنك لسحب ما تبقَّى من ادِّخاره؛ حتى لا يحتاج إلى البنوك أبدًا إلا عند صرف الرواتب، مؤكدًا أن أزمة الطوابير باتت تشكِّل له هاجسًا اسمه "طابور الحصار".
واضطر الحاج أبو سلمان الشيخ من سكان الشجاعية للعودة للطرق البدائية لتوفير (رغيف الخبز)؛ بعد أن أرهقه البحث في مخابز غزة، واصطدم في كل مرة بـ"لا يوجد"، وأضاف: "بحثت عن الورق والكرتون وبقايا الشجر، وقمت بتشييد فرن من الطين أشعلتُه وكان لدى جارنا بعض الدقيق فأمدّني به.
مفيش شيء
ويختصر صاحب أحد المخابز معاناته وسبب إغلاقه لمحلّه قائلاً بغضب: "دقيق لا يوجد، وسولار نفد، وكهرباء لا تأتي.. فهل ستبقى أبوابنا مفتوحة؟!".
ويشعر إيهاب العامل بأحد مخابز غزة بالأسى الشديد لتوقف جميع العاملين في المخبز عن العمل، وتساءل بحزن: "كيف ستسير حياتي وهذا المكان منبع رزقي الوحيد؟!".
وقال طارق عواد مدير مطاحن السلام: إن المطاحن أغلقت أبوابها منذ يوم الأربعاء الماضي, موضحًا أن هناك بعض المخابز لم تتوقف عن العمل، وإنما لديها مخزون من السابق وبعضها نفد لديها مخزون الدقيق وأغلقت أبوابها، والبعض الآخر من المخابز يعمل بربع الطاقة الموجودة لديه من الدقيق كي لا ينفد مرةً واحدةً.
وطالب عواد المسئولين بالضغط على الكيان الصهيوني لفتح المعابر وإدخال القمح إلى المخابز والمطاحن التي توقَّفت عن العمل في قطاع غزة, محذِّرًا من حدوث كارثة إنسانية في غضون الأيام المقبلة إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه.
وأفاد بأن عدد المواطنين المقبلين على شراء الدقيق يزداد كل ساعة طلبًا لأكياس دقيق، لكن المطحنة لا تعرف كيف تجيبهم سوى بأن الدقيق قد نفد, مبيّنًا أن المطاحن تعطي الأولوية للمخابز لأنها توزّع على عدد أكبر من الأسر.
بدوره أكد كامل عجور صاحب مطحنة الهدى أن مطحنته من المقرر أن تتوقَّف اليوم عن العمل بسبب نفاد الدقيق, مشيرًا إلى أن الكميات التي تحتاجها المطحنة من القمح بشكل يومي تصل من 90 إلى 100 طن.
<table style="WIDTH: 223px; HEIGHT: 179px" borderColor=#e5f1ff width=223 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> </TD>
<td width="100%">طوابير الخبز في غزة لا تنتهي</TD>
</TR></TABLE>ولفت إلى عدم وجود وعود من قبل الجانب الصهيوني حتى الآن بإدخال الكميات اللازمة من القمح اللازمة للمطاحن، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط لفتح جميع المعابر, لافتًا إلى أن معظم مخابز القطاع ستتوقَّف عن العمل خلال الـ24 ساعة المقبلة؛ بسبب نفاد كميات الدقيق منها.
وبيَّن بأن الأزمة التي تعاني منها المخابز في قطاع غزة تنقسم إلى قسمين: القسم الأول نقص الغاز اللازم للمخابز، والقسم الثاني هو نقص الدقيق, موضحًا أن بعض المخابز يمكن أن تواجه مشكلة الكهرباء بالمولّدات الكهربائية لأنها لا تستطيع أن تحلَّ مشكلة الغاز.
وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يطالبون بشراء الدقيق من المطحنة، لكن لا يوجد كميات كافية لجميع المواطنين؛ لذلك تضطر المطاحن إلى إعطاء الدقيق الموجود للمخابز؛ لأن كيس الدقيق يوزَّع على 20 أسرة وليس على أسرة واحدة فقط.
وأفاد بأن الحصار المفروض على قطاع غزة هو ورقة ضغط على أبناء شعبنا وليس على الحكومة وحدها؛ لأنهم يحاصرون الشعب وليس الحكومة.
كارثة حقيقية
<table style="WIDTH: 223px; HEIGHT: 179px" borderColor=#e5f1ff width=223 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> </TD>
<td width="100%">سيدات في انتظار الخبز</TD>
</TR></TABLE>من جهته أكد عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المطاحن أن مطاحن قطاع غزة لا يوجد فيها قمح ولا دقيق, لافتًا إلى أن الكمية التي دخلت إلى قطاع غزة في الفترة الأخيرة كمية قليلة جدًّا ومحدودة.
وأعرب عن أمله في أن تُفتح المعابر ويتم إدخال الدقيق إلى المطاحن لتواصل عملها وتمدّ المخابز بالدقيق.
وأشار العجرمي إلى أن 27 مخبزًا توقَّفت بالكامل فيما يعمل نحو 20 بطاقة منخفضة جدًّا، وهو ما أدَّى إلى إقبال كثيف من قِبَل المواطنين على أمل الحصول على كميات ولو شحيحة من الخبز، وما فاقم الأزمة أيضًا نفاد غاز الطهي اللازم لتشغيل بعض المخابز.
وأشار العجرمي إلى أن الأوضاع في غزة بالغة السوء، وأن كوارث إنسانية قد تحدث بسبب نفاد الدقيق، موضحًا أن الاحتلال لم يسمح مؤخرًا سوى بإدخال كميات شحيحة من القمح والدقيق وسرعان ما نفدت من الأسواق.
وبيَّن العجرمي أن جمعيته بعثت برسائل عاجلة إلى الأمم المتحدة؛ أوضحت فيها أن الدقيق والقمح نفدَا من غزة؛ على أمل فعل ما يلزم للضغط على الجانب الصهيوني من أجل فتح المعابر والسماح بإدخال كميات جديدة من حاجة قطاع غزة، لكن لم يكن هناك أي نتيجة إيجابية بهذا الصدد.
حلول بديلة
<table style="WIDTH: 223px; HEIGHT: 179px" borderColor=#e5f1ff width=223 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> </TD>
<td width="100%">زياد الظاظا
</TD>
</TR></TABLE>
من جانبه أكد وزير الاقتصاد في الحكومة الفلسطينية زياد الظاظا أن قطاع غزة لا يوجد فيه مستودعات ولا بدائل اقتصادية، وأن نفاد مخزون الطحين يمثل خطورةً على المواطن الفلسطيني الذي يعتبر الخبز هو مورد غذائه الأساسي في ظل الحصار المفروض، مشيرًا إلى أن استمرار الكيان الصهيوني في غلق المعابر أدى إلى نفاد كميات الطحين الموجود، فضلاً عن نفاد الوقود في الأساس، وهو ما يمثِّل أزمةً قد يلجأ الغزيُّون بسببها إلى البحث عن وسائل بديلة تنقذهم من الموت.
مؤكدًا أن الوزارة حاولت حلَّ الأزمة مع جمعية أصحاب المخابز، ولكنها كانت حلولاً لفترة محدودة من خلال الاتفاق على جمع ما تبقَّى من قمح في غزة وإعادة توزيعه لتمكين المخابز من العمل لفترة إضافية، إلا أن هذه الخطوة ستبقى محدودة النتائج؛ لأن ما يتوفر في السوق من قمح ودقيق كمية شحيحة جدًّا.
وصمة عار
<table style="WIDTH: 160px; HEIGHT: 130px" borderColor=#e5f1ff width=160 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><td width="100%"> </TD>
<td width="100%">د. عبد الله الأشعل
</TD>
</TR></TABLE>
ويشير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن الجانب المصري يتحمَّل جانبًا كبيرًا من هذه ألأزمة؛ لأن بيده أن يفتح معبر رفح، ويُدخل المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني بما فيها الوقود والخبز.
وانتقد الأشعل الموقف العربي خاصةً عدم تفعيل قرار اجتماع وزراء الخارجية الطارئ بإرسال مساعدات عاجلة لقطاع غزة، موضحًا أنه رغم مرور ما يقرب من الشهر على هذا القرار؛ إلا أن القطاع لم يشهد أي قافلة، وحتى التي قالت مصر إنها أرسلتها عن طريق الهلال ألأحمر وأستأذت الكيان الصهيوني لإدخالها لم تدخل؛ مما يمثِّل وصمة عار في جبين النظام المصري الذي استأذن العدو الصهيوني، رغم أن لديه معبرًا يستطيع من خلاله إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
</TR>