هات يدك وضعها على النار... قصة واقعية

ذكر لنا أحد الدعاة قصة فقال

دخلنا على رجل ندعوه إلى الله وكان معروفاً بفسقه وبعده عن الله تعالى - نسأل الله تعالى العافية - فرغبناه ودعوناه للتوبة والإنابة إلى الله فأعرض وقال متكبراً: إليكم عني فلا حاجة لي بكلامكم أيها الشيوخ، وفروا كلامكم لأنفسكم
فخوفناه من عذاب الله فقال: تخوفونني من جهنم فأنا لا أخافها وقد حجزت فيها من زمن، فوفروا وقتكم ولا تتعبوا أنفسكم
فقال له داعية كان معنا: ألا تسقينا الشاي
قال نعم وأوقد الغاز ليصنع الشاي في الغرفة التي يجلسون فيها
ففكر الداعية كيف يتعامل مع هذا الرجل ثم هداه الله إلى فكرة
فقال له الداعية هات يدك
فأعطاه يده
فسحبه الداعية بشدة يريد أن يضع يده على النار
فقال ويحك أتريد أن تحرق يدي؟
قال نعم وصار يجره بقوة والرجل يسحب يده
فقال له الداعية : لم لا تقترب؟
أتخاف منها؟
جربها.
إن من يريد أن يتحمل شيئاً شديدا فإنه يتدرب عليه بالتدريج، فهات يدك وضعها على هذه النار حتى تتدرب عليها فإذا دخلت جهنم كنت متعوداً على النار حتى لا تؤثر فيك
قال الرجل إنها تحرق، ولا يمكن أن أضع يدي عليها
قال له الداعية يا هذا
أتخاف من حريق نار الدنيا ولا تتحمله ولا تخاف من حريق نار جهنم وهي أشد من هذه بسبعين ضعفاً
فارتعد الرجل وتراجع وتاب إلى الله تعالى وصار من رواد الصف الأول من في المسجد
والحمد لله يتوب على من تاب

إخواني وأخواتي

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
« نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ » . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً . قَالَ « فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا ، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا » [رواه البخاري]