همس الليل الحزين مشرف
عدد الرسائل : 1809 العمر : 36 الموقع : الليل الحزين الأوسمة : مزاجى : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: السحب على المكشوووووووف الثلاثاء 9 سبتمبر - 21:32 | |
| السحب علي المكشوف
٩/٩/٢٠٠٨ |
(١) تعكس ردود الفعل المختلفة علي ما يحدث في مصر من وقائع وأحداث جسيمة، وجود اختلالات عميقة في شتي المنظومات.. فبدلا من المواجهة الحاسمة القائمة علي العلم والمعرفة تجد النسيان، وتحويل النظر عن القضية الأصلية، وإعادة إنتاج الكلام نفسه، والاستسلام للقدر وللتفسيرات الأسطورية، وفي أحسن الأحوال يؤخذ بالحلول المؤقتة لامتصاص الغضب.. وأخيرا التعايش مع ما يحدث في انتظار القادم من الأحداث والوقائع.. ففي أقل من شهر حدثت أكثر من حادثة كشفت من ضمن ما كشفت أن هناك خللاً في قدرة الدفاع المدني علي مواجهة الحرائق والكوارث الكبري (تحية واجبة هنا لعناصر الدفاع المدني الذين يحاولون تعويض نقص الإمكانات بحماس كبير) الأمر الذي استدعي تدخلاً من الجيش.. كذلك ضعف الاستعدادات والتجهيزات المطلوبة بحسب المعايير المتعارف عليها دوليا لمواجهة الحرائق والكوارث.. يستوي في هذا الضعف مجلس الشوري وحي الدويقة والمولات الكبيرة والأحياء العشوائية، حيث الغياب في الحالتين للتقنيات المطلوبة من نظم إنذار مبكر، ومواسير مياه مجهزة سلفا، واكتشاف أن المباني لا يوجد في تصميمها ما يتيح لفرق الإنقاذ أن تمارس دورها بحسب الأصول... إلخ، ويؤكد ما سبق أن الخلل شامل. وما إن تحدث الواقعة.. نجد تصريحات تنهمر حول مراجعة خطط المحافظات لمواجهة الكوارث والحرائق، وإلزام المباني والمرافق بشروط السلامة وإعداد خطط لتأمين مصر ضد الكوارث والحرائق.. ويستنفر الجميع، ولكنه استنفار لا يلبث أن يهدأ، وتعود ريما لعادتها القديمة. (٢) ينطبق ما سبق علي رد الفعل الذي جاء عقب الإخفاق الأوليمبي لمصر.. حيث اهتم الإعلام بأنواعه بهذا الموضوع، وحاول تقديم تفسيرات علمية لما حدث، ثم ما لبث أن انشغل بالقصص والحواديت الخاصة بكواليس البعثة.. ثم فرض الشأن الكروي المحلي نفسه علي جدول اهتمام الإعلام.. حتي تكوين اللجنة التي أمر الرئيس بتشكيلها، لمعرفة أسباب الفشل في بكين، ضاع الهدف من تشكيلها في حديث حول مدي صلاحياتها وماهية المهام المكلفة بها.. ووصل الأمر إلي النقاش حول اسم اللجنة.. نفس ما حدث حول حريق الشوري، حيث انقسم الناس بين فريق يتهم الآخرين بالشماتة، وفريق صامت، وفريق غير معني، و.. و.. و.. وهكذا نبتعد عن دلالة ما حدث وجسامته وتحديد المسؤولية ووضع خطط مستقبلية لتجنب مثل هذه الأحداث المؤلمة.. ومتي ابتعدنا عن المواجهة الحاسمة المؤسسة علي العلم والتخطيط، فإنه لا يبقي أمامنا سوي الثرثرة بقصص وحواديت غير مفيدة عن الحدث أو الاستسلام الغيبي لما يحدث أو الاستغراق التام لسيل المسلسلات، التي سجلت معدلاً عالمياً غير مسبوق في عددها. ومع كل واقعة يتأكد لنا مدي الترهل، الذي أصاب كل القطاعات دون استثناء.. بيد أننا لا ندرك ـ أو ندرك ـ خطورة ما يترتب علي ذلك من تداعيات. (٣) |
| |
|