* ضابط أمن الدولة تحدى فتح المدرسة حتى لو أمر بذلك رئيس الجمهورية!
* عساكر الأمن المركزي انهالوا على زوجي ضربًا ولم أتوقع إصابته بالشلل
* الطبيب أخبرنا أن عظام عموده الفقري "مطحونة" ولم يصدق أنها إصابة ضرب
* الضحية سمع الضباط وهم يتفقون على إلقائه خارج المستشفى ثم التبليغ بهروبه
* عندما فقدوا الأمل في خطفه سرقوا تقاريره الطبية وتركوه 18 ساعة في الطوارئ
* أول عبارة قالها بعد إفاقته: "أنا عارف اللي ضربني وحجيبه ولو وسط مليون نفر"
حوار- أحمد عبد الفتاح:
في أحد المنازل بمحافظة الإسكندرية؛ التي كانت تسكنها قبل أيام قليلة الفرحة بقبول البنت الكبرى في كلية الطب بجامعة الإسكندرية، ونجاح البنت الصغرى بمجموع تعدى 96% في امتحان الشهادة الإعدادية وتفوُّق باقي الأولاد في مختلف السنوات الدراسية.. إلا أنه الآن يعشش بين جنباته الحزن والبكاء!.
تقابلنا مع تلك الأسرة الحزينة بعد إصابة عائلها الوحيد على يد قوات الأمن لمجرد أنه فكر في أن يذهب بأولاده الصغار إلى المدرسة.. أسرة صغيرة كانت تحلم بمستقبل مزدهر، والآن أصبحت كل طموحاتها أن يتخطى عائلها "حمادة عبد اللطيف" محنته الصحية الحالية..
(إخوان أون لاين) ذهب إلى منزل "حمادة عبد اللطيف"، والذي يعمل مدير إدارة بإحدى شركات البترول ليستطلع الحقيقة حول ما حدث أمام أحداث مدرسة الجزيرة يوم الأربعاء 24/9/2008م ، وخاصةً بعد نشر بعض لقطات الفيديو التي توضح الاعتداء على حمادة عبد اللطيف من قبل أحد ضباط الشرطة.
التقينا بأفراد الأسرة، والتي تتكون من الأم والابنة الكبرى أسماء (طالبة بالفرقة الأولى كلية الطب) وسلسبيل (الصف الأول الثانوي) وعبد الله (الصف السادس الابتدائي) وإسراء (الصف الرابع الابتدائي 9 سنوات) ومريم (رياض أطفال)؛ لنتعرف على هذه المأساة.
وكانت البداية مع الأم، والتي سألناها عما حدث فقالت:
البداية يوم الأربعاء 24/9 عندما ذهبت أنا وزوجي لتوصيل بنتينا إسراء (الصف الرابع الابتدائي) ومريم (رياض أطفال) للمدرسة، وذلك بعد اتصال من إدارة المدرسة؛ يؤكد أن المدرسة قد حصلت على حكم قضائي بإعادة فتحها مرةً أخرى, وفي الطريق وقبل وصولنا إلى الباب فوجئنا بأعداد كبيرة من قوات الشرطة تستوقف كل من يقترب من المدرسة، ورأيت أعدادًا كبيرةً من أولياء الأمور بصحبة أطفالهم، وقد تم توقيفهم من الشرطة، وأولادهم يرتدون زيهم المدرسي، ومع اقترابنا أكثر من باب المدرسة؛ أمرنا الأمن بالرجوع؛ فقلنا لهم إن المدرسة اتصلت بنا وأبلغتنا أنها قد حصلت على حكم قضائي؛ فرد علينا أحد الضباط بأنه لا توجد مدرسة، وأنه لو حضر رئيس الجمهورية بنفسه لن تفتح المدرسة!!.
وهو ما أدى لثورة بعض أولياء الأمور؛ فقال بعضهم: إن هذا حرام وظلم، وأين يمكن أن نذهب بأولادنا خاصةً أن العام الدراسي قد بدأ بالفعل؟ وبمجرد أن ارتفع صوت أولياء الأمور صدرت الأوامر من قبل الضباط بالضرب؛ فبدأت جحافل الجنود في التكالب على أولياء الأمور وضربنا بالهراوات والعصيّ المكهربة، كما اعتقلوا بعضنا، ووصل الأمر إلى حد ضرب النساء وشتمهن بشتائم لم أسمع لها نظيرًا من قبل، وعندما حاولنا الهرب منهم جروا وراءنا لمسافات طويلة واعتقلوا كل من طالته أيديهم.
وسط كل هذا فوجئت بـ6 أشخاص يرتدون لباس الأمن المركزي، بالإضافة إلى ضابط عرفنا فيما بعد أن اسمه "السيد محمد السيد" وكان يرتدي لباس الشرطة الأبيض، وقد هجموا على زوجي وأمسكوا به وخطفوا مريم التي كان يحملها على كتفه وألقوا بها في الشارع وبدأوا ينهالون عليه بالضرب الشديد، وكل هذا وأنا أشاهدهم وأجري وراءهم، وأحاول جذبه من قدمه، وكنت أحمل إسراء.
ثم قاموا بخلع قميصه، وبدأ الضابط الذي يُدعى السيد بالضغط بشدة بحذائه على رقبة زوجي، في الوقت نفسه قام الجنود بضربه في كافة أنحاء جسده؛ مما دفع بزوجي إلى الاستغاثة وقال "أنا أشعر بأن عمودي الفقري فرقع"، وعندما ارتفع صوتي وأنا أطلب النجدة هددني الضابط باعتقالي أيضًا وأمرني بالابتعاد وسط سيل من الشتائم والإهانات ثم أخذوه إلى مكان لا نعرفه، ولم أكن أتخيل وقتها أن إصابته سوف تصل إلى الشلل الرباعي، وتوقعت أنها إصابة عادية؛ لأن الكل قد ضُرِب وأصيب، لكن كان واضحًا أن زوجي كان يُضرب ضربَ انتفام أو موت وليس ضربًا عاديًّا؛ فالطبيب الذي أجرى العملية لزوجي قال إن عظمة الفقرة مفتتة، وإن هذا لا يحدث إلا نتيجة السقوط من دور عالٍ، وليس نتيجة ضرب شخص لشخص.
التخلص من حمادة
<table style="WIDTH: 219px; HEIGHT: 162px" borderColor=#e5f1ff width=219 align=left bgColor=#e5f1ff border=0><tr><td width="100%"></TD></TR>
<tr><td width="100%"> أولاد حمادة عبد اللطيف
</TD></TR>