نور مشرفة عامة
عدد الرسائل : 2776 الجنس : الأوسمة : بلدى : مزاجى : المهنة : تاريخ التسجيل : 02/08/2008
| موضوع: من صفات واخلاق الرسول ص الثلاثاء 28 أكتوبر - 2:09 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم من صفات وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
سيد الأبرار والمرسلين وقائد الغر المحلجين محمد رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم اجتمعت في شخصه كل الصفات السامية والأخلاق العالية وقال عنه الرب الكريم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) – ولقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته الاجتماعية الكثير من المواقف النبيلة هي مضرب المثل في العفو والجود والكرم والتصرف النبوي الأبوي الكريم – وهناك مئات المناسبات والمواقف تجلى فيها العطف واللطف والجود في أروع الصور وأكمل الحالات وسأعرض بعضا من المواقف الخيرة لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم . 1- قال للصحابي الجليل ربيعة بن كعب الأسلمي وكان يخدمه رضي الله عنه سلني حاجتك . فقال مرافقتك في الجنة – فقال له الرسول أو غير ذلك فقال ربيعة – هو ذاك يا رسول الله – فقال أعني على نفسك بكثرة السجود. 2- بعد معركة حنين المشهورة وانتصار المسلمين على أعدائهم حصل المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم على الكثير من الغنائم والنعم ففرقها رسول الله في الصحابة و أعطى عطاء جزيلا لم يعهد في التاريخ مثله – وكان أن أعطى الأقرع بن حابس التميمي مئة من الإبل – و أعطى العباس بن مرداس السلمي خمسين من الإبل وكان صلى الله عليه وسلم كثير العطاء لبعض الصحابة تأليفا لهم حتى يتمكن الإسلام من قلوبهم – وهم المؤلفة قلوبهم و ينقص أو يمنع عطاء البعض لحكمة يراها وثقة بإسلامهم والرسول صلى الله عليه وسلم حكيم ملهم و هو أعرف الناس بأصحابه وكان العباس بن مرداس رضي الله عنه فارسا مشهورا بالجاهلية والإسلام وله الكثير من الصولات والجولات والأحاديث العجيبة قبل الإسلام وبعده ولذا فقد تأثر العباس من هذه العطية وقال أبياتا جميلة يستعطف بها الرسول عليه الصلاة والسلام ويذكر فعله وجهاده وأنه ليس دون من أعطهم العطايا الجزيلة ، ويقول في قصيدته له . أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ع وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في المجمـــــــــــــــــــــــــــــــع وما كنت دون امرئ منهما ومن تخفض اليوم لا يرفـــــــــــــــــــــــــــــــــع والعبيد هو حصان ابن مرداس وحينما سمع الرسول صلى الله عليه و سلم هذه الأبيات التفت إلى بلال وقال اقطع عني لسانه فأعطاه جزلا حتى رضي . وللعباس قصة طريفة مع الصنم ضماد فقد كان أبوه قد أوصاه بعبادته والقيام عليه يقول فجعلته في بيت وجعلت آتيه في كل يوم وليلة مرة فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت صوتا في جوف الليل راعني فوثبت إلى ضماد فإذا الصوت في جوفه يقول قل للقبائل من سليــــــــــــــــم هلك الأنيس وعاش أهل المسجد إن الذي ورث النبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتـــــد أودى الضماد وكان يعبد مرة قبل الكتاب إلى النبي محمـــــــــد يقول العباس فكتمت الناس ذلك ولم أحدث أحدا حتى انقضت غزوة الأحزاب فبينما أنا في إبلي في طرف العقيق وأنا نائم إذ سمعت صوتا شديد فرفعت رأسي فإذا أنا برجل أراه حيالي بعمامة يقول إن النور الذي وقع بين الاثنين وليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة العضباء في ديار بني أخي العنقاء و أجابه طائف عن شماله لا أبصره فقال : بشر الجن و أجناسها أن وضعت المطي أحلاسها ووكفت السماء أجراسها - إلخ ، يقول فوثبت مذعورا وعرفت أن محمد صلى الله عليه وسلم مصطفى فركبت فرسي وسرت حتى انتهيت إليه فبايعته و أسلمت و ذلك حينما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة عام الفتح فواعدني الرسول قديدا وقال القني أنت وقومك يقول العباس فانصرفت إلى ضماد فأحرقته بالنار ثم قدمت قديدا ومعي ألف من قومي : وقد قال العباس في هذه الحوادث عدة قصائد تسجيلا لها.
مواقف مبكية حزينة
مر الرسول صلى الله عليه وسلم بمواقف فيها من الشدة واللأوى والحزن ما الله به عليم كما مر على إخوانه من الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم و موقف الرسول وقد ذهب إلى الطائف يدعو إلى الله فصده أهلها و اغروا به سفهائهم وصبينهم حتى أدموا عقبيه صلى الله عليه وسلم وآذوه أذى شديدا . ثم اختفاؤه بالغار قبيل الهجرة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ثم الموقف الرهيب وقد قاطعتهم قريش حتى عانى الرسول صلى الله عليه وسلم و عشيرته أشد المعاناة وحتى أكلوا لحاء الشجار وأوراقها . ثم ما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم من حزن وشدة حينما مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها وذلك في عام واحد ، ثم الإيذاء الشديد من عمه أبي لهب وزوجته حمالة الحطب ولولا أن حمزة أسد الله وأسد رسوله رضي الله عنه تصدى لأبي لهب وردعه لطال العذاب ثم عقبة بن أبي معيط وعبدالله بن الزبعرى وهما اللذان آذيا الرسول صلى الله عليه و سلم إيذاء شديدا فقد خنقاه بثوبه – ووضعا سلا الجزور وفرثه على ظهر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وهو ساجد وظل ساجدا بعض الوقت حتى أزالته ابنته فاطمة رضي الله عنها وكثيرة هي المواقف الحزينة التي توالت على الرسول صلى الله عليه وسلم فصبر عليها كما صبر أولو العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وخرج منها منصورا ظافرا كالذهب الأبريز والسيف الصقيل وكم يحزنني الموقف العصيب ليعقوب عليه الصلاة والسلام خاصة حين أقرأ (( وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) ما قرأه مؤمن رقيق القلب إلا هملت عيناه . ثم موقف فيه من البلاء والحزن ما لا يطاق وقد مر على الصابرة المحتسبة أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها حين شاعت مقالة الإفك وهي الطاهرة المطهرة . فابتليت بما لا تقوى على احتماله فقالت لا أقول لكم إلا كما قال أبو يوسف (( فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون )) وتقول عائشة نسيت اسم يعقوب وهو والله أعلم بسبب ما تعانيه من آلام وأحزان . ثم موقف مر على الصحابة أجمعين وقد فقدوا قائدهم ومعلمهم وتاج عزهم بين عشية وضحاها سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيبوا بما لا يحتمله البشر ولن تصاب الأمة الإسلامية بمثل هذا المصاب أبدا .
وكان فضل الله عليك عظيما
أرسل الله تبارك وتعالى عبده محمدا رحمة للعالمين . ومنذ ولادته صلى الله عليه وسلم وإلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى . تتولى رحمة الله وبره وعطفه ونعمة وعناية بهذا النبي الكريم و يمكن للمؤمن أن يتبع سيرة المصطفى ليرى الجود الإلهي واضحا جليا في كل ثانية من عمر الرسول صلى الله عليه وسلم . ولو أردنا تسجيل النفحات الإلهية لما استطعنا – وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها – ولكني سأدون أبرز المواقف التي تجلى فيها اللطف الإلهي . وقبل تدوين هذه الخيرات الربانية أود أن أذكر القارئ المؤمن أن اللطف الإلهي شمل كل مخلوق في هذا الكون الرحيب و لو فكر كل منا في نفسه وعائلته ومن حوله لوجد أنه مر في مراحل عمره بكثير من المواقف في رزقه وصحته وسكنه وعائلته و سفره وحضره و يقظته و نومه وذهابه وإيابه . فرأى في كل ها رحمة الله وخيره وبره ونعمه و رزقه وحفظه وتدبيره في كل لحظة من لحظات العمر ، و لئن شكرتم لإزيدنكم . فلله الحمد والمن والفضل بيده الخير وهو أرحم الراحمين .
وصلى الله على الهادي الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أخي القاري اقتباس من كتاب كل الصيد في جوف الفرا المؤلف / سليمان بن عبدا لله الشريدة | |
|