الاسلام و....الكرامة الانسانية .....!!كيف ينظر الاسلام الى كرامة الانسان ؟؟
هل يكفلها له كحق ...ويحافظ له عليها كلازمة من لوازم الحياة الانسانية السوية ؟؟
أعتقد أن هذه النقاط ستكون مهمة عند عرض الجواب ...
**الاسلام جعل الانسان أشرف مخلوق على ظهر الأرض قال تعالى :ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا نفضيلا .) الاسراء -70
فالآية لفتت الانتباه الى مايكفل تمتع الانسان بالكرامة :تسخير البر والبحر
دليل على تسخير الكون للإنسان وعدم اخضاعه لأى مخلوق آخر...!!
توفير الرزق بين جنبات الأرض يحفظ للإنسان كرامته ويبعده عن دائرة العوز والحاجة الى الرزق والتى تؤدى الى فقدان الكرامة عند ترك الانسان جائعا محتاجا الى من هم يملكون طعامه ..!!
التفضيل على الكثير من المخلوقات : يؤسس لكرامة البشرية بعدم اخضاع الانسان لسيطرة غيره ومنحه الكثير من المميزات التى تجعله الأفضل والأقدر على الامساك بزمام الحياة على سطح الأرض ..!!
آية أخرى تقول (هو الذى خلق لكم ما فى الارض جميعا ) سورة البقرة -29
هذه الآية تجعل تسخير الكون للإنسان –البشرية –منة من الله تعالى ودليل على التكريم الإلهى له لأنه أصبح هو الذى يملك حق الاستفادة والسيطرة على ماخلقه الله له ..ولو كان الإنسان لا يملك هذه المقدرة لتعرضت كرامته للسحق إذ يوجد من المخلوقات ما يفوقه قوة وحجما عشرات بل آلاف المرات على ظهر الأرض ..!!
قواعد شرعية سلوكية ...لضمان كرامة الانسان .!ما سبق من دلائل التكريم الإلهى للإنسان ..أدلة مادية ...هناك أيضا قواعد سلوكية كفلتها الشريعة الاسلامية للحفاظ على كرامة الانسان ..وتوفير المناخ الإجتماعى لنموها وازدهارها ...من ذلك مايلى :
***حق الانسان فى إختيار عقيدته :لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) البقرة 256
وكم من المجازر اغرقت الأرض لأن هناك فلسفات سيطرت على الأرض بقوة السلاح ورفضت منح الانسان هذا الحق ...واقرب المجازر ماجرى فى وسط أوربا وعلى أرضها من مذابح لمسلمى البوسنة والهرسك على يد الصرب الارثوذكس ...!!
***حق الانسان فى جو أسرى مترابط نظيف : وهذا يحفظ كرامة الانسان جنينا ثم وليدا ثم طفلا فشابا وصولا الى فرد نافع فى المجتمع ...والمتامل فى نفسيات أطفال الاسر المفككة أو الشوارع المكتظة يدرك أن كرامة الطفل تنشأ من أب يرعى حق الله فى اسرته وزوجة تعرف حدود مسئوليتها نحو الزوج والأبناء (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
***حق اليتيم والضعيف والمحروم فى الحصول على تعامل انسانى يحفظ له كرامته ويكون عامل بناء ايجابى لشخصيته وذلك باستثارة مشاعر الحب والعطاء فى قلوب أفراد المجتمع حتى لا تتحول حاجته الفطرية الى الاب أو الأم الى خطر يهدد احساسه بالكرامة الانسانية (فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر )الضحى 9- 10
يقول عليه الصلاة والسلام
أبغونى الضعفاء ..فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم )-رواه ابو داوود بإسناد حسن
***حق الفتاة فى اختيار زوجها :, حق الزوجة فى المعاملة الحسنة من زوجها ,حقها فى فض الارتباط الزوجى إذا أضر بحياتها الانسانية ...كل ذلك يبنى فى الشخصية النسائية الكرامة وينمى الاحساس بالمسئولية أمام الله تعالى ..لان لاشيء يعدل الكرامة فى ايجاد نفسية سوية تتحمل المسئولية
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا )سورة النساء 34- والطاعة هنا ما وافق شرع الله تعالى .
***حق كبار السن فى البر والوفاء والاعتراف بالجميل ....هذا الحق لا يكفله الاسلام فقط ,ولا يدعو اليه وحسب ..بل إنه يجعله من اولويات العقيدة ومتطلبات الحصول على رضا الله تعالى .
والآباء والأمهات لا يجعلهم العقوق فاقدى السعادة والرغبة فى مواصلة الحياة فحسب بل إنه يؤدى قبل ذلك الى احساسهم بنوع مر من الذل والإحتياج لفلذات اكبادهم الذين اقتاتوا من دمائهم فيما سبق ...!!
وحين يضع الاسلام بر الوالدين تاليا لعبادة الله وتوحيده فهذا يعنى التشديد على ضمان كرامة الأهل فى ستهم المتقدم ..وكأن الاسلام يحتفى بكرامة الاسلام جنينا فيأبى له المنشأ الملوث والقذر ويستقبله بكل صور الكرامة والعزة ...وكذلك يكفل له بكل قوة أن يظل متمتعا بتلك الكرامة حتى مع آخر انفاسه على ظهر الارض ...!!
ومن العجيب حقا أن الاسلام لا يترك للمسلمين خيارا فى بر آبائهم بل يأتى الخطاب الإلهى واضحا صريحا (ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين ) يعقب هذه التوصية أمر شديد الوقع (أن اشكر لى ولوالديك )وحين ننظر الى واو العطف التى تجعل شكر الوالدين تاليا لشكر الله وكأنه ملحق به ودليل على وجوده الفعلى وكأن السؤال يصبح
يف ستصدق أيها الانسان فى شكر الله تعالى إن لم تشكر لوالديك أيضا
ثم يكون التذكير بالعودة الى الله تعالى للحساب ونيل الجزاء (الى المصير )..سورة لقمان -14
وهكذا نرى ان الاسلام زرع فى النفس البشرية بذرة الكرامة والعزة وحرص على ان لا تكون بعض مراحل الطريق الانسانى - طفولة , قوامة ,إعاقة ,كهولة ,يتم ,فقر ,فقدان - سببا فى التخلى عن الكرامة أو تحجيمها أو تحويرها لمزيد من السيطرة الظالمة أو التسلط المتعجرف