سارعنا إلى الندوة العالمية، التي نظَّمتها الجماعات السياسية، المنبثقة عن منظمة حقوق الإنسان، وحفظ حقه من الجنون والهذيان، وكان المحاضر هو "بيدبا" الفيلسوف، صاحب كتاب "كليلة ودمنة" المعروف، الذي ألفه لدِبْلِشِيمْ، ملك الهند القديم.
فطالبناه بقصةٍ من عالم الحيوان، على طريقته تبسط الصورة الآن.
فقال: نعم.. رغم أنه قد تغضب الحيوانات البرية؛ حيث لا تسمح كرامتها الحيوانية، بتمثيل ما يصدر عن بعض من ينتسبون إلى الإنسانية!.
ثم قال: حدث أن ارتأى الأرنبْ، أن معيشة البراري صارت أخشن وأصعبْ، فادّعَى أنه دُبٌّ وذهب إلى السيركْ، وطالب بالعمل والرقص فوق السلك.
فجاءه الدب وعرَّفه بنفسه، فقال الأرنب بكل خسَّة: أنا الدب وأنت الأرنب.
فبُهت الدب وتعجب، فقال الأرنب: أنا أعرف أيضًا أنك تمتلك أسلحة نووية، ولديك ميول عدوانية، وتمول الكتائب الحمساوية، وترتبط بتنظيم القاعدة، وإنكارك ليس له فائدة!.
فغضب الدب، واشتكى لكل من هبَّ ودب، فنصحه الأصدقاء، باللجوء إلى القضاء.
فرفع القضية، أمام محكمة السيرك الدولية، فنظر الأسد الدعوى، مظهرًا النزاهة والتقوى.
ولكن الأرنب سارع بتقديم وثائق مزيفة، حصل عليها بطرقٍ مقرفة.
فلم يجد الأسد بُدًّا من إعلان الحقائق، بعد اطلاعه على الوثائق، وطرد الدب لأنه أرنب، بالإضافة لكونه كذابًا وغير مؤدب!.
فهام الدب في الصحراء، إلى أن قابل بعض الخبراء، الذين نقلوا إليه الأخبار، بأن القاضيَ الذي أصدر الحكم والقرار، اعتلى منصبه بالتزوير وشهادات الأشرار، وما هو بأسدٍ ولكنه حمار!.