باتت مخلفات الورش الصناعية والمنازل هدفا لإعادة التصنيع والتشغيل مرة أخرى, في مواجهة الحصار الذي فاقم معاناة الفلسطينيين بقطاع غزة.
وتنتشر في شوارع غزة مشاهد أصحاب العربات التي تجرها الحمير والبغال وتعلوها مكبرات صوت تجوب الأحياء والضواحي بحثاً بين السكان عن المقتنيات والأجهزة الكهربائية وغيرها من الحاجيات التي فقد أهلها أي فرصة لإعادة إصلاحها. وبينما يفضل البعض ما يعرف بالخردة التي يعاد بيعها بأسعار أعلى، هناك من أرباب الأسر الفقيرة من يفضل البحث عن المخلفات البلاستيكية والمعادن وغيرها، بين أكوام القمامة وأماكن تجمعها بالطرقات وأزقة الأحياء, وذلك لتوفير لقمة العيش. ويتركز عمل جامعي الخردة على البحث عن القطع والصفائح والقضبان الحديدية والأواني المنزلية التالفة المصنوعة من النحاس والألمنيوم، وقطع غيار الثلاجات والغسالات المنزلية التالفة، وغيرها من بقايا الأثاث المصنوعة من الخشب والبلاستيك، وقائمة طويلة أخرى من قطع غيار السيارات ومخلفات ورش صيانة إصلاح الماكينات والمركبات.
بقايا الخردة
وحول ذيوع ظاهرة الخردة يقول زياد بركة، صاحب شركة للخردة والمعادن بمدينة خان يونس جنوب القطاع إن حاجة الناس للكثير من المستلزمات أنعشت هذه التجارة وساعدت على رواجها, في ظل استمرار الحصار. وأشار إلى أن مصنعه يعمل على إعادة فرز قطع وصفائح الحديد ومن ثم ضغطها بمكبس كبير لتصبح كتلة كبيرة يتم بعد ذلك صهرها وتقطيعها من جديد. ولفت في حديث للجزيرة نت إلى أن النقص الذي تعاني منه مصانع غزة أجبر أصحاب المصانع على توجيه أنظارهم صوب بقايا الخردة القديمة ليتم الانتفاع بها وتشكيلها واستخدامها في صناعة الكثير من اللوازم التي يحتاجها السكان. وفي نفس الاتجاه يعمل التاجر يحيى الشلندي على إعادة تصنيع البلاستيك وأكياس النايلون التالفة لتصبح صالحة للاستخدام من جديد وبيعها للتجار. ويحكي الشلندي كيف استطاع هو وغيره من التجار في نفس المجال الاستفادة بشكل كبير من بقايا الخردة لسد بعض العجز الناجم عن منع الاحتلال توريد المواد الخام لمادة البلاستيك. كما يشير الشلندي إلى أنه يقوم بجمع البلاستيك من الغالونات والكراسي البلاستيكية وخراطيم المياه والعلب والأواني البلاستكية بشرائها من المواطنين والتجار المتجولين، ثم يضعها في فرن حراري لصهرها ومن ثم إعادة تشكيلها واستخدامها مجددا.